البارت الخامس 5
مرت حوالى نصف ساعة انهى الجميع فطوره وقامت عطيات بمساعدة الطفلين فى ارتداء ملابسهما
اخيرا وقفت تستودعهم الله واخيها يحيها مغادرا لعمله ومعه طفليه ليوصلهما الى مدرستهما اولا
مهند بطفولية: انتظر يا ابى لاقبل ماما عطا
فتحت له عطيات ذراعيها فتسابق الطفلان
اخيها وهو يبتسم للود بينهما قائلا: والله يا عطا ان كانت والدتهما حية ما كانا عشقاها كعشقهم لكى
سمع صوت يناديه من الداخل :انتظر يا صالح انتظر لتاخذنى معك
صالح وهو يزفر انفاسه: يا مهى هكذا كل يوم تتسببين فى تاخيرى عن عملى فلما لا تركبين المواصلات العادية وتحلينى انا من مسؤليتك
مهى بلامبالاه: وهل تريدنى ان اركب مواصلات واتزاحم مع العامة وانا قد اجتهدت فى تصفيف شعرى واختيار ملابسى الغالية ايعقل هذا؟
حرك كتفيه لامحال من الانفكاك عنها وقال لاخته عطيات: واضح انها اصبحت معضلتى فى الحياة
ودعتهم عطيات ودلفت الى المطبخ مرة اخرى تغسل الاطباق ثم نظرت فى الساعة التى فى يدها فجحظت عيناها فقد تاخرت فقالت تسب نفسها: هكذا انتى يا عطيات كل يوم تتاخرين وتركضين لتاكلى الارض حتى تصلين فى الموعد والست بهى لا تشغل بالها فى اى شىء كله فوق راسى
ارتدت ملابسها فى عجالة ولم يكن بالطبع لديها اى وقت لتهندم حالها مثل مهى ولا تهتم بمكياجها او حتى الوان حجابها فدوما ما كانت لا تهتم بالالوان ولا الموضة انما الاهم لديها هو ان تكون الالوان بسيطة متناسقة غير فضفاضة سهلة اللبس
خرجت وقبلت اباها قبل ان ترحل وطلبت منه الدعاء التى لم تكن فى حاجة لطلبه ولنها تعودت ان تطلبه
اخيراً عطيات فى الشارع تسارع الخطى حتى ان العرق قد كسى وجهها وجسدها واصبح اطراف حجابها مبلل وملتصق بجبينها بينهما اطراف شعرها قد خرجت من الحجاب وكانت كالحجاب مبتله وملتصقة بجبينها تلبس حذاء يلامس الارض ليساعدها على السرعة صوتها الى حد ما عالى رغم انه انثوى لم ترتدى اى اكسسوارت اكثر من ساعة يدها تمشى بخطوات ثابتة وسريعة لا علاقة لها بالتغنج الانثوى
لم تضع اى من مساحيق التجميل ولم تتفنن فى اظهار ما هو جميل فيها فيأسها من جمالها جعلها جاهلة باى شىء جميل فيها
اخيرا وصلت الى المدرسة فقد كانت تعمل كمدرسة فصل فى احدى المدارس للمرحلة الابتدائى
ومع بداية اليوم كانت وكانها فى اخره من كثرة انهاكها
دلفت الى الفصل وحيت الاطفال بوجه بشوش فهى محبة جداللاطفال ولديها فطرة لكسب قلوبهم
قالت: اليوم سناخذ درسا جديدا وقبل ان نبدا فيه سنتذكر ببعض الاسئلة ما درسناه امس وبدات بالفعل تسال والتلاميذ تتسابق للاجابة
عطيات: حسنا جميعكم ممتازين هيا بنا نشرح الدرس الجديد
..........
على النحو الاخر كانت مهى قد وصلت الى عملها منمقة رائحة برفانها نفاذه وكانت وحدها كافية لاعلام زملاءها بوصولها حتى قبل ان تظهر امامهم
القت التحية على زميلتها وجلست خلف مكتبها وبالطبع كانت على العكس تماما من عطيات لا اثار للعرق ولا شعر مشعث ولا ملابس مكرمشة بل كان شعرها منسق ومكياجها هادىء ومنسق لوجهها وكانت ذكية فى اخفاء اى اثار لاى عيوب فى وجهها . حذاء بكعب عالى . تمشى بانوثة وتمايل .ترتدى نظاره شمسية انيقة .ترتدى اكسسوارات تليق بالوان ملابسها . صوتها هادىء انثوى رقيق
زميلتها: هل اطلب لك فطور معى؟
مهى بابتسامة: شكرا لك يا وفاء فكما تعلمين جميلة اختى لا تتركنى اغادر حتى اتناول فطورى
وفاء صديقة قديمة لمهى واعتادت زيارتها فى البيت حتى اصبحت معروفة لدى اسرتها كما كان الحال بالنسبة لمهى وعطيات فكلاهما كانتا تزوران وفاء ووالدتها مما جعل والدة وفاء تحب عطيات ومهى لادبهما وحسن خلقهما
وفاء: بالمناسبة كيف حالها ؟
مهى: بخير وبدات ترفع نظارتها وتضعها على راسها مما اكسبها شكلا جذابا
وفاء: والله انى سمعت والدتى اليوم تدعو لجميلة اختك بظهر اليوم
مهى: اشكرى والدتك والله ان عطا كل من يتعامل معها يحبها ولكن سبحان الله حظها فى الدنيا قليل
وفاء: لماذا لا تقترحين عليها ان تذهب الى السجل المدنى وتطلب تغيير اسمها ؟
مهى بضيق: هل تريدين ان تغير اسمها؟
وفاء بتلعثم اذ ان نبرة صوت مهى كانت دليل على انزعاجها: اعتذر لكى لا اقصد ان اسىء اليها ولكنى اعلم انها تنزعج من اسم جميلة وتخجل ان تفصح عنه لان من يسمعه يقارن على الفور بين اسمها ووصفها
مهى بحزن: للاسف هذا حقيقى بالاضافى الى ان والدى اختار لها اسم عطيات كتدليل لها مراعيا فى اخنياره المعنى لا اللفظ وكانت النتيجة ان كمن حولها يسخرون ايضا من الاسم ومنهم منيقول لها هذا تحريف لاسم عطية المذكر ومنهم من يسخر على اختصاره لعطا وهكذا اى انها فى الحالتين معرضة للسخرية
وفاء صحيح سازوركما اليوم
مهى: مرحبا ولكن يؤسفنى انك لن تجدينى لانى على موعد مع ريهام لانها ستشترى لنفسها بعض الملابس وتريدنى ان اشاركها ذوقى وبعدها سنجلس فى كافيه كنوع من تغير مود يومنا فما رايك هل تاتى معنا ام تذهبى للبيت وتجلسين بصحبة عطا؟
وفاء: بالطبع ساتى معكما لانى عطا لن يكون لديها اى وقت لتجلس معى فهى دوما مشغولة على العكس اشعر انى حمل ثقيل عليها لانها تضطر ان تؤجل اى من اعمالها لتجلس معى وهذا وحده كفيل لاشعارى بالانزعاج
مهى: انا اليوم كنت ساخرج لاى سبب للهروب من جو البيت الكئيب
وفاء: لماذا اليوم كئيب وبترت عبارتها وقد تذكرت قائله ااااه اليوم هو عيد ميلاد عطا وانه يوم نكد بالنسبة لها تقضية فى نحيب
مهى: هل رايتى من قبل اح يستقبل يوم ميلاده بالكآبة والحزن وانا كما تعلمين لا اهوى الحزن والنكد واحب الفرفشة
ضحكت وفاء على طريقتها وقالت: لم افهم لما هى تكتئب حقا فى هذا اليوم
مهى: جميلة للاسف وهى صغيرة لم تجد لها صديقة او حتى صديق كانت دوما منعزلة ووالدتها كانت سيدة بسيطة لا تعى لاعياد الميلاد اى بال ولا تهتم بها ولم تحسب لها وكانت عطا ترى اصدقاءها فى المدرسة فى اعياد ميلادهم ان بقية اصدقاءهم يهنئونه ومنهم من يشترى له الهدية وجميعهم كانوا يدعونها لحفلة اعياد ميلادهم ولكنها ما كانت تلبى اى دعوة لانها كانت دوماما تتخيل انها ستكون بمعزل عن البقية لقلة جمالها وتعتقد انهم سيسخرون منها كبيرهم وصغيرهم كما كان يسخر منها اصدقاءها وبعدما كبرت لم تهواه ايضا لانه فى كل مرة كان من حولها يسالونها عن عمرها وعندما تجيب تجد اول رد منهم ولم تتزوجى بعد لقد كبر سنك وفرصتك هكذا تقل وكان الانثى لم تخلق الا لتتزوج ويصبح محرما هليها ان تعيش حساتها مادا ليس فيها رجل هل يعتقدون ان المراة عليها ان تشترى رجلا
وفاء بتاثر: عقول مريضة
مهى: اقسم ل كفى العام الماضى اذكر ان ولية امر احد التلاميذ اتصلت بها لتهنئها بناء على رغبة طفلها لانه كان يريد ام يهنئها هو الاخر وفى نهاية المكالمة سالتها عن عمرها زوعندما علمت انها تخطت الثلاثين قالت لها مدعية انها تقول لها النصيحة: اسمعى يا استاذة هناك حديث شريف
.............
صالح وهو فى عمله يرن هاتفه فتجحظ عيناه عندما قرا الاسم وتاكد من الرقم ورد فى عجالة وصوت ضحكاته يسمعه من حوله
صالح: لم اصدق وانا اقرا اسمك على شاشة هاتفى
راجح: وهل اعتقدت انى نسيتك ايها الخل الوفى؟
صالح: كنت اعتقدت انى صرت مجرد ذكرى فى حياة مغترب منذ سنوات
راجح: مغترب نعم ولكن هل كل مغترب يصير غير اصيل؟
صالح بنفس البشاشة: ظننت هذا ولكنك هكذا هدمت كل ظنونى. اخبرنى كيف حالك؟
راجح: مشتاق لك يا صديقى هل لى ان اراك فى المساء؟
صالح بفرحة: اذاً فقد عدت الى وطنك مصر. بالطبع اوافقك فحدد لنا الموعد والمكان
..........
فى البيت عطيات كانت لتوها عائدة من عملها منهكة ولكن لا سبيل للراحة فعندها من الاعمال المنزلية ما يحرم على جسدها الراحة
اخذت تعد الغذاء وترتب المنزل قبل قدوم اولاد اخيها
كانت تنظف وترتب وتطبخ الا ان عقلها كان فى مكان اخر فقد كانت فى قمة حزنها كانت تردد فى نفسها يوم ميلادى ما ابشعه يوما كنت احبه لانى احببت ناس ما كنت اظن انهم نظروا الى قلبى من خلال ملامح وجهى فكرهونى
اليوم يوم ميلادى ولم اجد فيه ميلاد اى شىء يستحق فما معنى الميلاد ما دام كل ما فيه يموت
هل هو يوم الميلاد ام الممات
اليوم يوم ميلادى يعلن تخطى عمرى العقد الثالث وانا لازلت عانس لا احد ينظر الى قلبى بل الكل من حولى ينظرون الى ملامحى فلما نسوا ان الله هو الخالق وله فى كل خلق سبب وفى كل ملامح حكمة
يوم ميلاد افقدنى كل اصدقائى فاصبحت صديقة الوحدة وفجاة تركت غسل الصحون وشعرت انها فى حاجة الى مذكراتها تبث فيها كل مآسيها
ركضت نحو غرفتها وكانت دموعها تسبقها ثم سرعان وفتحت دفترها واخذت تكتب بعجاله وكانها تتسابق مع العجالة لعلها تتخلص مما يحترق فى صدرها انه شعور مؤلم ان ياتيك يوم تعلم انه يكون بمثابة عيد على كل البشر الا انت يوم تكثر فيه التهانىء ويومك تكثر فيه الدموع
اخذت تكتب اين يا يوم ميلادى اصدقاء طفولتى؟ اين هو المعنى الذى كنت اظنه فالصدقات قلم يكتب لنا وقت الشدة ووقت الحب فلم اجدهم الا وقت الطفولة البريئة وعند النضج تركونى اكتب يا قلم عن احلا رسمتها يوما فى خيالى وعيشت معها حتى صارت منى
اكتب يا قلمى عن امنيات جميلة ومشاعر صادقة واقدار حولت فرحى الى حزن وحولت احلام طفولتى الى حطام وكوابيس
اكتب يا قلبى عن جرح ينزف وقلب يحتاج لوليف. اكتب يا قلم حتى يجف حبرك او تعيد الى بسماتى
اخيرا وقفت تستودعهم الله واخيها يحيها مغادرا لعمله ومعه طفليه ليوصلهما الى مدرستهما اولا
مهند بطفولية: انتظر يا ابى لاقبل ماما عطا
فتحت له عطيات ذراعيها فتسابق الطفلان
اخيها وهو يبتسم للود بينهما قائلا: والله يا عطا ان كانت والدتهما حية ما كانا عشقاها كعشقهم لكى
سمع صوت يناديه من الداخل :انتظر يا صالح انتظر لتاخذنى معك
صالح وهو يزفر انفاسه: يا مهى هكذا كل يوم تتسببين فى تاخيرى عن عملى فلما لا تركبين المواصلات العادية وتحلينى انا من مسؤليتك
مهى بلامبالاه: وهل تريدنى ان اركب مواصلات واتزاحم مع العامة وانا قد اجتهدت فى تصفيف شعرى واختيار ملابسى الغالية ايعقل هذا؟
حرك كتفيه لامحال من الانفكاك عنها وقال لاخته عطيات: واضح انها اصبحت معضلتى فى الحياة
ودعتهم عطيات ودلفت الى المطبخ مرة اخرى تغسل الاطباق ثم نظرت فى الساعة التى فى يدها فجحظت عيناها فقد تاخرت فقالت تسب نفسها: هكذا انتى يا عطيات كل يوم تتاخرين وتركضين لتاكلى الارض حتى تصلين فى الموعد والست بهى لا تشغل بالها فى اى شىء كله فوق راسى
ارتدت ملابسها فى عجالة ولم يكن بالطبع لديها اى وقت لتهندم حالها مثل مهى ولا تهتم بمكياجها او حتى الوان حجابها فدوما ما كانت لا تهتم بالالوان ولا الموضة انما الاهم لديها هو ان تكون الالوان بسيطة متناسقة غير فضفاضة سهلة اللبس
خرجت وقبلت اباها قبل ان ترحل وطلبت منه الدعاء التى لم تكن فى حاجة لطلبه ولنها تعودت ان تطلبه
اخيراً عطيات فى الشارع تسارع الخطى حتى ان العرق قد كسى وجهها وجسدها واصبح اطراف حجابها مبلل وملتصق بجبينها بينهما اطراف شعرها قد خرجت من الحجاب وكانت كالحجاب مبتله وملتصقة بجبينها تلبس حذاء يلامس الارض ليساعدها على السرعة صوتها الى حد ما عالى رغم انه انثوى لم ترتدى اى اكسسوارت اكثر من ساعة يدها تمشى بخطوات ثابتة وسريعة لا علاقة لها بالتغنج الانثوى
لم تضع اى من مساحيق التجميل ولم تتفنن فى اظهار ما هو جميل فيها فيأسها من جمالها جعلها جاهلة باى شىء جميل فيها
اخيرا وصلت الى المدرسة فقد كانت تعمل كمدرسة فصل فى احدى المدارس للمرحلة الابتدائى
ومع بداية اليوم كانت وكانها فى اخره من كثرة انهاكها
دلفت الى الفصل وحيت الاطفال بوجه بشوش فهى محبة جداللاطفال ولديها فطرة لكسب قلوبهم
قالت: اليوم سناخذ درسا جديدا وقبل ان نبدا فيه سنتذكر ببعض الاسئلة ما درسناه امس وبدات بالفعل تسال والتلاميذ تتسابق للاجابة
عطيات: حسنا جميعكم ممتازين هيا بنا نشرح الدرس الجديد
..........
على النحو الاخر كانت مهى قد وصلت الى عملها منمقة رائحة برفانها نفاذه وكانت وحدها كافية لاعلام زملاءها بوصولها حتى قبل ان تظهر امامهم
القت التحية على زميلتها وجلست خلف مكتبها وبالطبع كانت على العكس تماما من عطيات لا اثار للعرق ولا شعر مشعث ولا ملابس مكرمشة بل كان شعرها منسق ومكياجها هادىء ومنسق لوجهها وكانت ذكية فى اخفاء اى اثار لاى عيوب فى وجهها . حذاء بكعب عالى . تمشى بانوثة وتمايل .ترتدى نظاره شمسية انيقة .ترتدى اكسسوارات تليق بالوان ملابسها . صوتها هادىء انثوى رقيق
زميلتها: هل اطلب لك فطور معى؟
مهى بابتسامة: شكرا لك يا وفاء فكما تعلمين جميلة اختى لا تتركنى اغادر حتى اتناول فطورى
وفاء صديقة قديمة لمهى واعتادت زيارتها فى البيت حتى اصبحت معروفة لدى اسرتها كما كان الحال بالنسبة لمهى وعطيات فكلاهما كانتا تزوران وفاء ووالدتها مما جعل والدة وفاء تحب عطيات ومهى لادبهما وحسن خلقهما
وفاء: بالمناسبة كيف حالها ؟
مهى: بخير وبدات ترفع نظارتها وتضعها على راسها مما اكسبها شكلا جذابا
وفاء: والله انى سمعت والدتى اليوم تدعو لجميلة اختك بظهر اليوم
مهى: اشكرى والدتك والله ان عطا كل من يتعامل معها يحبها ولكن سبحان الله حظها فى الدنيا قليل
وفاء: لماذا لا تقترحين عليها ان تذهب الى السجل المدنى وتطلب تغيير اسمها ؟
مهى بضيق: هل تريدين ان تغير اسمها؟
وفاء بتلعثم اذ ان نبرة صوت مهى كانت دليل على انزعاجها: اعتذر لكى لا اقصد ان اسىء اليها ولكنى اعلم انها تنزعج من اسم جميلة وتخجل ان تفصح عنه لان من يسمعه يقارن على الفور بين اسمها ووصفها
مهى بحزن: للاسف هذا حقيقى بالاضافى الى ان والدى اختار لها اسم عطيات كتدليل لها مراعيا فى اخنياره المعنى لا اللفظ وكانت النتيجة ان كمن حولها يسخرون ايضا من الاسم ومنهم منيقول لها هذا تحريف لاسم عطية المذكر ومنهم من يسخر على اختصاره لعطا وهكذا اى انها فى الحالتين معرضة للسخرية
وفاء صحيح سازوركما اليوم
مهى: مرحبا ولكن يؤسفنى انك لن تجدينى لانى على موعد مع ريهام لانها ستشترى لنفسها بعض الملابس وتريدنى ان اشاركها ذوقى وبعدها سنجلس فى كافيه كنوع من تغير مود يومنا فما رايك هل تاتى معنا ام تذهبى للبيت وتجلسين بصحبة عطا؟
وفاء: بالطبع ساتى معكما لانى عطا لن يكون لديها اى وقت لتجلس معى فهى دوما مشغولة على العكس اشعر انى حمل ثقيل عليها لانها تضطر ان تؤجل اى من اعمالها لتجلس معى وهذا وحده كفيل لاشعارى بالانزعاج
مهى: انا اليوم كنت ساخرج لاى سبب للهروب من جو البيت الكئيب
وفاء: لماذا اليوم كئيب وبترت عبارتها وقد تذكرت قائله ااااه اليوم هو عيد ميلاد عطا وانه يوم نكد بالنسبة لها تقضية فى نحيب
مهى: هل رايتى من قبل اح يستقبل يوم ميلاده بالكآبة والحزن وانا كما تعلمين لا اهوى الحزن والنكد واحب الفرفشة
ضحكت وفاء على طريقتها وقالت: لم افهم لما هى تكتئب حقا فى هذا اليوم
مهى: جميلة للاسف وهى صغيرة لم تجد لها صديقة او حتى صديق كانت دوما منعزلة ووالدتها كانت سيدة بسيطة لا تعى لاعياد الميلاد اى بال ولا تهتم بها ولم تحسب لها وكانت عطا ترى اصدقاءها فى المدرسة فى اعياد ميلادهم ان بقية اصدقاءهم يهنئونه ومنهم من يشترى له الهدية وجميعهم كانوا يدعونها لحفلة اعياد ميلادهم ولكنها ما كانت تلبى اى دعوة لانها كانت دوماما تتخيل انها ستكون بمعزل عن البقية لقلة جمالها وتعتقد انهم سيسخرون منها كبيرهم وصغيرهم كما كان يسخر منها اصدقاءها وبعدما كبرت لم تهواه ايضا لانه فى كل مرة كان من حولها يسالونها عن عمرها وعندما تجيب تجد اول رد منهم ولم تتزوجى بعد لقد كبر سنك وفرصتك هكذا تقل وكان الانثى لم تخلق الا لتتزوج ويصبح محرما هليها ان تعيش حساتها مادا ليس فيها رجل هل يعتقدون ان المراة عليها ان تشترى رجلا
وفاء بتاثر: عقول مريضة
مهى: اقسم ل كفى العام الماضى اذكر ان ولية امر احد التلاميذ اتصلت بها لتهنئها بناء على رغبة طفلها لانه كان يريد ام يهنئها هو الاخر وفى نهاية المكالمة سالتها عن عمرها زوعندما علمت انها تخطت الثلاثين قالت لها مدعية انها تقول لها النصيحة: اسمعى يا استاذة هناك حديث شريف
.............
صالح وهو فى عمله يرن هاتفه فتجحظ عيناه عندما قرا الاسم وتاكد من الرقم ورد فى عجالة وصوت ضحكاته يسمعه من حوله
صالح: لم اصدق وانا اقرا اسمك على شاشة هاتفى
راجح: وهل اعتقدت انى نسيتك ايها الخل الوفى؟
صالح: كنت اعتقدت انى صرت مجرد ذكرى فى حياة مغترب منذ سنوات
راجح: مغترب نعم ولكن هل كل مغترب يصير غير اصيل؟
صالح بنفس البشاشة: ظننت هذا ولكنك هكذا هدمت كل ظنونى. اخبرنى كيف حالك؟
راجح: مشتاق لك يا صديقى هل لى ان اراك فى المساء؟
صالح بفرحة: اذاً فقد عدت الى وطنك مصر. بالطبع اوافقك فحدد لنا الموعد والمكان
..........
فى البيت عطيات كانت لتوها عائدة من عملها منهكة ولكن لا سبيل للراحة فعندها من الاعمال المنزلية ما يحرم على جسدها الراحة
اخذت تعد الغذاء وترتب المنزل قبل قدوم اولاد اخيها
كانت تنظف وترتب وتطبخ الا ان عقلها كان فى مكان اخر فقد كانت فى قمة حزنها كانت تردد فى نفسها يوم ميلادى ما ابشعه يوما كنت احبه لانى احببت ناس ما كنت اظن انهم نظروا الى قلبى من خلال ملامح وجهى فكرهونى
اليوم يوم ميلادى ولم اجد فيه ميلاد اى شىء يستحق فما معنى الميلاد ما دام كل ما فيه يموت
هل هو يوم الميلاد ام الممات
اليوم يوم ميلادى يعلن تخطى عمرى العقد الثالث وانا لازلت عانس لا احد ينظر الى قلبى بل الكل من حولى ينظرون الى ملامحى فلما نسوا ان الله هو الخالق وله فى كل خلق سبب وفى كل ملامح حكمة
يوم ميلاد افقدنى كل اصدقائى فاصبحت صديقة الوحدة وفجاة تركت غسل الصحون وشعرت انها فى حاجة الى مذكراتها تبث فيها كل مآسيها
ركضت نحو غرفتها وكانت دموعها تسبقها ثم سرعان وفتحت دفترها واخذت تكتب بعجاله وكانها تتسابق مع العجالة لعلها تتخلص مما يحترق فى صدرها انه شعور مؤلم ان ياتيك يوم تعلم انه يكون بمثابة عيد على كل البشر الا انت يوم تكثر فيه التهانىء ويومك تكثر فيه الدموع
اخذت تكتب اين يا يوم ميلادى اصدقاء طفولتى؟ اين هو المعنى الذى كنت اظنه فالصدقات قلم يكتب لنا وقت الشدة ووقت الحب فلم اجدهم الا وقت الطفولة البريئة وعند النضج تركونى اكتب يا قلم عن احلا رسمتها يوما فى خيالى وعيشت معها حتى صارت منى
اكتب يا قلمى عن امنيات جميلة ومشاعر صادقة واقدار حولت فرحى الى حزن وحولت احلام طفولتى الى حطام وكوابيس
اكتب يا قلبى عن جرح ينزف وقلب يحتاج لوليف. اكتب يا قلم حتى يجف حبرك او تعيد الى بسماتى