البارت الثالث 3

* لا تدع احد يستغفلك فمن تركك وانت فى حاجته لا تتقبله من جديد ومن تسبب فى اذيتك مرة بابشع الطرق لا يستحق فرصة جديدة ومن يتجاهلك ويعطيك اقل من قيمتك الق عليه السلام وليذهب بعيدا فامك لم تتحمل عناء ولادتك لاجل ان ياتى بمن يهمشك ويهينك

*لا توثق ثقتك بوثاق غليظ من البداية واعط فرصة انك ربما تجد نفسك امام ناس بوجوه غير تلك التى عاهدتها

* لا تكره ذاتك ان تلفظت بالاعتذار فالاعتذار ليس ضعف وانما هو شيمة النبلاء ولا دخل للكبرياء فى هذا واول من يستحق منك الاعتذار هو نفسك فان احزنتها طيب خاطرها ولا تسمح لاحد بان يجعلك بديل لاخر فحياتك اكثر من ان تكون بديلا لان كل ما هو بديل ما كان الا لتعويض ما كان غالى وليس كل بديل عوض فربما اعتبروك مكمل فراغ خانة

*افنيت عمرى فى هواك ضحية والله ادرى بالنفوس واعلم فاشقيت قلبى فى هواك والهيام يقول لى من اجل عين الف عين تكرم ولكن يا اسفى فالالف عين عرفوا قدرى والعين التى كنت من الاصل اكرمها اهانتنى ولم ترحمنى ليته يعلم ان الله لا يرحم من لا يرحم وشرع المتيم قد تبين حكمه فالوصل فرض والفراق محرم فكيف لنا بسلامة عقولنا من كثرة التفكير

*اشهد انى اتهمتك بالوفاء ظلما وانت منه برىء وكم كنت اعنى بظلمى ان قلبك لا يشبهه قلب فى بياضه فوجدت سواده كسواد حظى الذى جمعنى بكم

*اعاتب فيك الدهر لو كان يسمع واشكو الليالى لو لشكواى ةتسمع فقد اكل زمانى فيك هم ولوعة وكان كل نصيبى منك قلب مروع . يا ويلتى كيف لى ان اصدق كيف كنا غرباء فصرنا بالاحاديث احبة حتى عادت الاحاديث بيننا بعيدة فعدنا غرباء فلم يعد لعقلى قرة على استيعاب سرعة فناءك وتلاشيك

*سالت الفقيه هل يحاسب الله الكاذب على كذبه ان افصح انه بخير وهو يتالم فاجابنى الفقيه ان الله لا يسامح من تحامل على قلبه حتى اذاه فكيف يؤذى ما ليس له حق فيه ؟

*اذا اردت ان تنسى باتقان فابدا بهدم ابراج المراقبة

* اخيرا سلاماً على البشر الحقيقين الذين اذا راوا دمعة مسحوها واذا راوا فضيلة اذاعوها واذا راوا سيئة كتموها واذا روا هما ازالوه ومتعثرا اقاموه وضعيفا اسندوه

* سلاما على هؤلاء الذين يؤمنون ان الطريقة الوحيدة للحصول على الحب هو تقديمه

*سلاما لنبض احببناه بملامح الحروف واستفهام الاحاديث . سلاما على من تزرع كلماتهم حولنا بساتين من الورود والسلام على جاور القلب رغم بعد المسافات

* سلاما على من كانوا نورا فى حياتنا اينما حلوا اضاءت الارض والتفت العالم لضياءهم وكانما الف شمس قد اشرقت

*سلاماً على من كانوا فى حيانا علاقة سامة آذتنا وعلمت علينا وفينا ولكننا فى لحظة قررنا ان نعود الى انفسنا فلم يخلقنا الله اسرى لهم

*سلاماً على من قررنا بترهم من حياتنا فكنا نحن الباترين

*كثيرا ما تراودنا تساؤلات لم تكن لتقفز لعقولنا الا بعد الصدمات او العودة الى انفسنا بعد غياب فنسال ونرد على انفسنا اين مشاعرنا الفياضة ؟ هل ما كنا نمر به لم يكن عشق؟ ماذا عن تعلقنا ؟ لقد كنا لهم كالرضيع الذى يجهش بالبكاء بقلبه قبل عينه ان ابتعدت عنه امه اين اذاً كل تلك الاعاصير ؟ احقاً تعافيت من اسرهم وانفكت قيودى ؟ ولكن ماهذا الهدوء هل هو راحة ام انه هدوء ما قبل العاصفة ؟

* لقد قطعنا كل السبل بيننا وبينهم ولم يعد لدينا اى نية للرجوع وهل يشتهى المتعافى العودة الى مرض كان يصيبه فكم هى جميلة العافية والاجمل عافية النفس قبل عافية الجسد

* الان تتعجبوا عن قدرتنا على البعد ؟ لا تتعجبوا فقد قطعنا اى طريق قد يوصلنا للافعى مرة اخرى حتى وان كان سلك هذا الطريق لا يكون الا ببتر جزء من اجسادنا فاهلا ببتر جزء ليتعافى باقى الجسد ...

* الان انا ابتسم فقد اقتلعتك منى ايها السام فى حياتى صديقى او زوجى او زوجتى ايا كانت صفتك فقد شفيت منك واقلعتك منى واقتلعت منك

* الان فقط اقف امام مرآتى ولاول مرة اصدقها فهى التى كانت دوما رفيق روحى وعلمتنى كيف اتوكأ لى يدى الاخرى وانهض وعلمتنى كيف اسلط براكين قلبى علىاحراق تلك الصفحات المهترءة من حياتى لانها كانت الاولى بالاحراق وليست نفسى

*الان نرقص ونداعب انفسنا فمن السم تعافينا وبالحب تداوينا فلا دام عسرنا ولم يعد يلتاع لنا قلب

*اليوم عاهدنا انفسنا على العون وان كان بنا هم فبالعون تناسينا ولم تغرق سفننا فقد تعافينا وتداوينا

* انا لا اهرب ولكنى قوى على مواجهة الخذلان فالهروب للضعفاء فلا انا امسح صور ولا احذف ارقام ولا امزق كلمات ولا اصم اذناى على سماع ترديدات اغانى كنت اهوى سماعها معك ولكنى على العكس تماما انظر الى صورتك الاف المرات فى الدقيقة حتى صارت صورتك باردة فى عينى وهزمت حنين الكلمات حتى سكننى الصمود والجمود قررت سماحك ولكن لم يكن هذا انى لازلت متقبلك فمن قال لك انى سامحتك لاكمل المسير معك قد خدعك فلم اعد اهوى ترميم البيت الذى وقعت جدرانه بل انا من محبى البناء من جديد على قواعد سليمة واتعلم من اخطائى حتى لا تتهدم جدرانى مرة اخرى . سامحتك لاننى اود ان استمر بحياتى بدونك لانك لم تعد كما كنت ووجدت ان سماحى لك يتساوى عندى بهجرك فكلاهما لم يعد لك شان فيهما

* تركناهم ولكنهم مازالوا يتابعوننا ويفسدون كل مخططاتنا للحياة . يريدون ان نعود للعيش معهم وكاننا خلقنا لهم الم نكن بين ايديكم يوما ؟

قصتنا ليست قصة انما هى قصص خلف جدارن كل بيت ظاهر نافذته الفرح وباطن غرفه دموع منسابة او مكتومة
خلفها ضحكات مزيفة وتحمل كاد ان يخور
ابطالنا افراد كادت قواهم ان تخور فقرروا اللحاق بحماية البقية واندفعوا يطلبون العون من الغريب عنهم . الغريب الذين شعروا نحوه انه امان لهم يشتكون ولا يهمهم ان اذاع ما قالوه لانه لا يعرفهم ولا يعرفوه ولكن العجيب ان يكون هذا هذا الغريب هو طوق النجاه ليس لانه قدم يد العون حقا ولكن لان طريقه جمعهم مع اناس اخرين لهم نفس الوجيعة وان اختلفت الاسباب
الغريب ان كلا منهما اجتمع مع شريكه فى الطريق عن طريق اجتماع حزنهم فى حين ان فرحتهم هى من ابعدتهم عن ذويهم واقرب الناس اليهم
ليس الوجيعة افضل من الفرح ولكن الوجيعة والحزن والدموع كلاهما تعبير صادق عما فى القلب لا يستطيع احد تزييف قهره ووجيعته وان كان من السهل عليه ان يزيف ابتسامته وقوة تحمله
جمعهم الطريق لان كلا منهما سار فيه بشخصيته المجردة غير مهتما بتزيين نفسه ليكون الاجمل فى عين من احب فاكتشفوا انهم دوما ما كانوا الاجمل لان جمالهم لم يكن فى سحر تسابقهم ان يكونوا الاوئل بل كان سحرهم كامن فى انهم دوما ما كانوا ظاهرين اياً كان ترتيبهم الا ان من رافقوهم لم يعطوهم حق قدرهم فالعلة اذن لم تكن يوما فيهم

جمعهم الطريق دون ان يميز بينهم ان كان هذا رجلا ام امراة طفلا او كهلا شاب او فتاه مطلق او ارملة كل هذا لا يهم بينما كان الاهم واعامل الاساسى المشترك بينهما الحزن والالم
ما ان جمعهم الطريق حتى تحدث كلا منهم باستفاضة لا يخشى اللوم ولا يخشى الخجل ولا يخشى ان يظهر ضعفه او حتى حبه
لم يخشى ان يشرح كيف تمت اذيته او خيانته فالجميع قد اتى لهذا الطريق لنفس السبب
جميعهم اتفقوا على شىء واحد الا وهو ان نكون لبقيتنا السند فكما جمعنا الحزن سيجمعنا صدق المشاعر وتعاهدوا على ان يتقووا ببعضهم البعض

*هؤلاء اناس دوما ما كانت سماحة قلوبهم سابقة لقسوتهم بخطوات ولكن هل هذ يعنى ان القسوة قد محت ؟
بالطبع لا ولكن احذر ممن كانت قسوته متاخرة لانها ان جاء اوانها لن تعود وتظل فى الصدارة

*اتفقوا جميعا انه لزاما عليهم ان يبدأوا من جديد فربما كانت قصتهم الجديدة اشد نهارا من تلك التى عانوا فيها

*اتفقا على ان الصمت كان لغتهم الاولى وكان فيها قوة وضعف ماء وجمر . اتفقا ان دموعهم لم تكن يوما سر ضعفهم كماكانوا يعتقدون بل تاكدوا ان الدموع لغة القوى قبل الضعيف

*اتفقوا ان لغات اجسادهم التى لم يقراها من احبوهم لن يغفروها لهم ولكنهم سيعودون اشد اشراقا وعليهم ان يكونوا اولى باغفال لغات اجساد هؤلاء الذين تغافلوا عنهم من ذى قبل

*اتفقا على الا ينتظروا المساعدة ممن خذلوهم من قبل وانه من الان وجب عليهم تعديل مناخ حياتهم وان يجعلوا لانفسهم فصولا جديدة وان يرسموا لقلوبهم سماء وغيمة لتمطر عليهم املا

تدور احداث روايتنا عن حكايات جاءت من خلف الابواب من داخل كل بيت مصرى
حكايات نساء ورجال هزمتهم الحياة فقررا ان يهزموها كما هزمتهم . يهزموها ليعيدوا بناء انفسهم من جديد ويتغلبون على الماضى القاسى فى حياتهم ويدفنوه ويبداون حياة جديدة .حياة هم من يختارونها ويشكلونها كيفما يناسبهم .حياة تعطيهم ويعطونها .حياة جديدة لم يشعروا انهم كما كانوا من قبل مجبورين عليها
ولكن هناك منهم من ينجح وينقذ نفسه وينتشلها قبل الممات الى بر الامان ومنهم من يفشل فيقف فى مكانه لا هو حى ولا هو ميت
هناك من بداوا حياتهم يعطون فقط ولم يعتادوا الاخذ حتى بات عطاءهم حق مكتسب لمن حولهم ليقفوا للحظة فيجدوا ان العمر يمر ولم بنالوا ما يستحقونها منها او لانهم اكتشفوا فجاة ان من يعطونهم لم يقدروا خذا العطاء وصارو كما لو كانوا مصاصى دماء او بمعنى اخر مصاصى العطايا وقتها يقولون الى هنا النهاية ونقطة ومن اول السطر نحو بداية جديدة لحياة جديدة
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي