البارت الثانى 2
* تركناهم ولكنهم مازالوا يتابعوننا ويفسدون كل مخططاتنا للحياة . يريدون ان نعود للعيش معهم وكاننا خلقنا لهم الم نكن بين ايديكم يوما ؟
قصتنا ليست قصة انما هى قصص خلف جدارن كل بيت ظاهر نافذته الفرح وباطن غرفه دموع منسابة او مكتومة
خلفها ضحكات مزيفة وتحمل كاد ان يخور
ابطالنا افراد كادت قواهم ان تخور فقرروا اللحاق بحماية البقية واندفعوا يطلبون العون من الغريب عنهم . الغريب الذين شعروا نحوه انه امان لهم يشتكزن ولا يهمهم ان اذاع ما قالوه لانه لا يعرفهم ولا يرفوه ولكن العجيب ان يكون هذا هذا الغريب هو طوق النجاه ليس لانه قدم يد العون حقا ولكن لان طريقه جمعهم مع اناس اخرين لهم نفس الوجيعة وان اختلفت الاسباب
الغريب ان كلا منهما اجتمع مع شريكه فى الطريق عن طريق اجتماع حزنهم فى حين ان فرحتهم هى من ابعدتهم عن ذويهم واقرب الناس اليهم
ليس الوجيعة افضل من الفرح ولكن الوجيعة والحزن والدموع كلاهما تعبير صادق عما فى القلب لا يستطيع احد تزييف قهره ووجيعته وان كان من السهل عليه ان يزيف ابتسامته وقوة تحمله
جمعهم الطريق لان كلا منهما سار فيه بشخصيته المجردة غير مهتما بتزيين نفسه ليكون الاجمل فى عين من احب فاكتشفوا انهم دوما ما كانوا الاجمل لان جمالهم لم يكن فى سحر تسابقهم ان يكونوا الاوئل بل كان سحرهم كامن فى انهم دوما ما كانوا ظاهرين اياً كان ترتيبهم الا ان من رافقوهم لم يعطوهم حق قدرهم فالعلة اذن لم تكن يوما فيهم
جمعهم الطريق دون ان يميز بينهم ان كان هذا رجلا ام امراة طفلا او كهلا شاب او فتاه مطلق او ارملة كل هذا لا يهم بينما كان الاهم واعامل الاساسى المشترك بينهما الحزن والالم
ما ان جمعهم الطريق حتى تحدث كلا منهم باستفاضة لا يخشى اللوم ولا يخشى الخجل ولا يخشى ان يظهر ضعفه او حتى حبه
لم يخشى ان يشرح كيف تمت اذيته او خيانته فالجميع قد اتى لهذا الطريق لنفس السبب
جميعهم اتفقوا على شىء واحد الا وهو ان نكون لبقيتنا السند فكما جمعنا الحزن سيجمعنا صدق المشاعر وتعاهدوا على ان يتقووا ببعضهم البعض
*هؤلاء اناس دوما ما كانت سماحة قلوبهم سابقة لقسوتهم بخطوات ولكن هل هذ يعنى ان القسوة قد محت ؟
بالطبع لا ولكن احذر ممن كانت قسوته متاخرة لانها ان جاء اوانها لن تعود وتظل فى الصدارة
*اتفقوا جميعا انه لزاما عليهم ان يبدأوا من جديد فربما كانت قصتهم الجديدة اشد نهارا من تلك التى عانوا فيها
*اتفقا على ان الصمت كان لغتهم الاولى وكان فيها قوة وضعف ماء وجمر . اتفقا ان دموعهم لم تكن يوما سر ضعفهم كماكانوا يعتقدون بل تاكدوا ان الدموع لغة القوى قبل الضعيف
*اتفقوا ان لغات اجسادهم التى لم يقراها من احبوهم لن يغفروها لهم ولكنهم سيعودون اشد اشراقا وعليهم ان يكونوا اولى باغفال لغات اجساد هؤلاء الذين تغافلوا عنهم من ذى قبل
*اتفقا على الا ينتظروا المساعدة ممن خذلوهم من قبل وانه من الان وجب عليهم تعديل مناخ حياتهم وان يجعلوا لانفسهم فصولا جديدة وان يرسموا لقلوبهم سماء وغيمة لتمطر عليهم املا
………..
قامت اول فرد فى البيت وكعادتها تسبقهم لتخدمهم وكانها استؤجرت لخدمتهم جميعا ولكنها لم تكن يوما ساخطة بل كانت تشعر انها هكذا تكسب حبهم وتكسب ود قلوبهم ولم تكن تعرف للغل طريق فدوما ما كانت سماحة قلبها سابقة لقسوته بخطوات ولكن هل هذ يعنى ان القسوة قد محت ؟
اخذت تعد الفطور كلا بما يحب ولم تنسى الاطفال فجهزت لهم سندوتشات مدارسهم
اخيرا خرجت بعد عراك فى المطبخ اعدت فيه فطور لخمس افراد ونست نفسها كالعادة او بالاصح اجلت حقها لتاكل من فتات ما يتبقى منهم لتوفر وجبتها كنوع من الاقتصاد
طرقت بخفى على باب الغرفة ودلفت بهدوء ووضعت الصينية التى بيدها على الكمود ومالت بجسدها وقبلت جبين ذاك العجوز الراقد فى فراشه لاحول له ولا قوة
الابنة : صباح الجمال على احن اب فى الوجود
الاب : صباح الهنا يا عطيات كالعادة انت من تعدين الفطور للجميع ؟ ربى يعلم ان ادعوا الله فى دبر كل اذان ان يرزقك بزوج صالح بحق برك بنا
الابنة : يكفينى رضاك عنى لان رضا الله لن ياتينى الا ان رضيت انت عنى
الاب: وهل لا ياتى الرضا لامثالك يا بنيتى ؟
عطيات وهى ترفع كاشفة ذراع ابيها: وانا لا اريد منك سوى دعوة من اعماق قلبك بان يزيح عن طريقى كل مؤذى وهذا يكفينى
ردد والدها ما تمنت عليه دعاءه واربت على كفها بعدما انتهت من اعطاءه الحقنة
عطيات: اطعمت والدها واسقته كوب اللبن الدافىء واعطته الدواء ثم استاذنته وخرجت فى عجالة لتوقظ بقية افراد البيت
ولنتعرف الان فى عجالة عن عطيات وافراد اسرتها
الاب وهو رجل مسن وكان قد انجب عطيات من زوجته الاول التى كانت سيدة فاضلة الا انها لم تلد له من الذرية الا عطيات قبل ان تتعرض لوعكة اصيبت رحمها اضطرت معه ان تستأصله ولانها شعرت برغبة زوجها ف الانجاي والذرية لم تمانع من زواجه من غيرها الا انها من فرط حبه لزوجها لم يتسع قلبها لتخيل ان هناك اخرى قاسمتها فيه رغما عنها رغم موافقتها وما زاد حسرتها ان الزوجة الثانية حملت فى صبيها الاول من يوم زفافها
ومع ذلك تحملت غرور الزوجة الثانية وتحاملت على نفسها حتى انهكتها الحسرة المكتومة فتوفت قبل ان تسبب لزوجها اى قلق فى حياته مع الجديدة
اما عن ابنتهما عطيات فقد قررا كلاهما ان يسمسانها جميلة فاصبح اسم عطيات الحقيقى المثبت فى شهادة ميلادها هو جميلة وعندما استأصلت والدة جميلة رحمها شرت ان الله قد وهبها جميلة كعطية لها وهدية فاتفقت مع زوها ان ينادونها بعطية او عطيات
ومع مرورالوقت وجميلة كل يوم ينمو جسدها وتتشكل ملامحها الا ان ملامحها كانت غير جميلة فاصبحت اسم ليس على مسمى بالمرة وهذا كان كفيل بتدميرها نفسيا واشعارها انها اقل من قريناتها وزادت حسرتها على نفسها عندما ولدت اختها الصغيرة مهى وكانت جميلة وذات جسد فتان فقد اخذت الجمال من والدتها بينما كانت جميلة او عطيات لم تاخذ من ملامح والدتها اى شىء والغريب او قدر الله لها انها اكتسبت بعص من ملامح والدها الذكورية بالاضافة الى بقية ملامحها وتقاسيم جسدها الذى كان مختلفاً عن صفات والدها الا انها لم تعتبرها هى او من حولها انها صفات انثوية ولان اللع عادل فقد يهبب لانسان الجمال ويهب لغيره الرزانه والحكمة ولثالث التفوق الخ ولهذا فكما كانت مهى تتفوق على جميلة فى الجمال والجسد الملفت الا ان جميلة كانت تتميز عنها بالرصانة والحكمة وطيبة القلب والخلق
كانت مهى على عكس جميلة فى كل شىء رغم انها الاصغر الا انها كانت اكثر منها قوة فى شخصيتها ولعل كلام الناس حولها ومدحهم فى ذاتها اكسبها ثقة لم تكتسبها جميلة
كانت مهى وشقيقها الاكبر صالح يحبان جميلة ويعلمان بطيبة قلبها ويعلمان كذلك كيف هو الصراع الداخل فى صدر جميلة من قلة جمالها ولانهم يعلمون ضعف شخصيتها دوما ما كانوا لا يعطوا لرايها بالا ويفكرون فى مصلحتهم اولا ثم هى رغم انهم يحبونها
كانت جميلة كلما ذكر اسمها فى الصغر لصديقاتها كان اول شىء يفعلونه هو الضحك والسخرية ولانهم اطفال لا يعلمون تاثير كلماتهم فى تمزيق القلوب انوا يقسون عليها بسخريتهم دون ان يشعرون فكانوا يشيرون عليها ويتسائلون كيف اسمك جميلة وانتى ابعد ما يكون عن الجمال
تمكن كره جميلة لاسمها منها ولم تعد تذكره امام احد الا فى الاماكن العامة او الحكومية التى تضطر فيها لذكر اسمها الحقيقى الا ان اسم عطيات ايضا كانت تكرهه فهو الاخر كان مبعث للسخرية ممن حولها
ومما زاد من حسرة عطيات على حالها انها تجاوزت الثلاثين من عمرها ولم ياتيها خاطب يدق على بابها وهذا على العكس من حال اختها مهى فالعرسان تدق بابها واحد يلو الاخر وهى تدلل
اما اخيها صالح فهو ارمل وهو لايزال شاباً ولديه طفلين توام مهند و شاهى يبلغا من العمر تسع سنوات ولانه لم يفلح فى رعايتهما بمفرده اتى بهما الى منزل ابيه لعلمه ان الاقدر على الاطلاق فى رعايتهما والاهتمام بشئونهما هى عطيات فقلبها حنون وعندها قدرة تحمل لرعايتهما معا
وبالفعل رعتهم حق رعاية حتى تعلقا بها الطفلان وكانها امهم
عطيات حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات الا انها لم تجد فرصة مناسبة لها فى مجالها ولانها كانت فى حاجة ملحة للمال للانفاق على علاج ابيها ولنها هى بكره فكانت تقبل باى عمل يعرض عليها ولا تخجل من شىء
اما اختها مهى فهى مهندسة ولازالت فى العشرينات من عمرها وتعمل بمجالها ولكن للاسف تنفق كل مالها على رعايتها واهتمامها بنفسها فتشترى الملابس الانيقة والبرفانات ولا تترك اى فرصة الا وذهبت للكوافير لتلون شعرها
شاهى لديها اصدقاءها تخرج معهم وتقضى اوقات فراغها بينهم بينما عطيات وقتها كله مزدحم بين العمل والبيت ورعاية ابيها واشقاءها وطفلى شقيقها
.......
عطيات وهى تدلف لغرفة اخيها وتوقظه وتوقظ الطفلين النائمين برفقته على الفراش
استيقظ الطفلين وقفزت شاهى لصدر عطيات واحتضنتها واخذت تقبلها وهى تردد بطفولية: هل جهزتى لى الكعكة بالشيكولاتة؟
كادت ان ترد عطيات الا ان شقيقها تعلق بها بدوره وقال لعمته: اياك يا امى ان تكونى اعددتى لها ما تحبه ونسيتينى انا
ضحكت عطيات وقبلتهما وقالت لا تقلقا لقد اعدتت لكما كل ما طلبتماه فاعددت لشاه كعكة الشيكولاته المحشوة بالنوتيلا واعددت لمهند كعكة الفراولة
قفز الطفلا مهللين فوق الفراش واخذا يصفقا ويرددان تعيش ماما عطيات
استيقز والدهما وهو يلعن شقاوتهما ويقول لعطيات: اه منك يا عطا انتى من دللتيهم ولكن كيف لى ان ازيح عنهم هذا الدلال ان تزوجتى ورحلتى عنا
تالمت عطيات من الكلمة لانها تعلم ان هذا لن يحدث ابدا فمن هذا الذى يرضى بها ومع ذلك لم تبدى الا ملامح ضاحكة وقالت لاخيها وهى تزيح عنه الغطاء: قم ايها الكسول اولا ثم فكر فى مستقبل اولادك ثم من قال لك انى ساترككم ؟ انا باقية على قلوبكم ولن تفلتم من براثن يدى حتى اطمئن عليك مع زوجة جديدة واطمئن على مهى مع زوج يصونها
صالح وقد قام واخذ يتمطع ليوقظ عضلات جسده من ثباتها اثناء نومه: مهى لن تتزوج الا من زوج ثرى ليجلب لها كل تهواه وهذا غير متوفر فى الوقت الحالى فالحياة اصبحت صعبة للغاية
عطيات: ادعوا لها بالزوج الصالح وهذا هو الاهم
تركها اخيها ولم يعلق ولم يبالى فهو يعرف متطلبات اخته فى فتى احلامها
.......
قصتنا ليست قصة انما هى قصص خلف جدارن كل بيت ظاهر نافذته الفرح وباطن غرفه دموع منسابة او مكتومة
خلفها ضحكات مزيفة وتحمل كاد ان يخور
ابطالنا افراد كادت قواهم ان تخور فقرروا اللحاق بحماية البقية واندفعوا يطلبون العون من الغريب عنهم . الغريب الذين شعروا نحوه انه امان لهم يشتكزن ولا يهمهم ان اذاع ما قالوه لانه لا يعرفهم ولا يرفوه ولكن العجيب ان يكون هذا هذا الغريب هو طوق النجاه ليس لانه قدم يد العون حقا ولكن لان طريقه جمعهم مع اناس اخرين لهم نفس الوجيعة وان اختلفت الاسباب
الغريب ان كلا منهما اجتمع مع شريكه فى الطريق عن طريق اجتماع حزنهم فى حين ان فرحتهم هى من ابعدتهم عن ذويهم واقرب الناس اليهم
ليس الوجيعة افضل من الفرح ولكن الوجيعة والحزن والدموع كلاهما تعبير صادق عما فى القلب لا يستطيع احد تزييف قهره ووجيعته وان كان من السهل عليه ان يزيف ابتسامته وقوة تحمله
جمعهم الطريق لان كلا منهما سار فيه بشخصيته المجردة غير مهتما بتزيين نفسه ليكون الاجمل فى عين من احب فاكتشفوا انهم دوما ما كانوا الاجمل لان جمالهم لم يكن فى سحر تسابقهم ان يكونوا الاوئل بل كان سحرهم كامن فى انهم دوما ما كانوا ظاهرين اياً كان ترتيبهم الا ان من رافقوهم لم يعطوهم حق قدرهم فالعلة اذن لم تكن يوما فيهم
جمعهم الطريق دون ان يميز بينهم ان كان هذا رجلا ام امراة طفلا او كهلا شاب او فتاه مطلق او ارملة كل هذا لا يهم بينما كان الاهم واعامل الاساسى المشترك بينهما الحزن والالم
ما ان جمعهم الطريق حتى تحدث كلا منهم باستفاضة لا يخشى اللوم ولا يخشى الخجل ولا يخشى ان يظهر ضعفه او حتى حبه
لم يخشى ان يشرح كيف تمت اذيته او خيانته فالجميع قد اتى لهذا الطريق لنفس السبب
جميعهم اتفقوا على شىء واحد الا وهو ان نكون لبقيتنا السند فكما جمعنا الحزن سيجمعنا صدق المشاعر وتعاهدوا على ان يتقووا ببعضهم البعض
*هؤلاء اناس دوما ما كانت سماحة قلوبهم سابقة لقسوتهم بخطوات ولكن هل هذ يعنى ان القسوة قد محت ؟
بالطبع لا ولكن احذر ممن كانت قسوته متاخرة لانها ان جاء اوانها لن تعود وتظل فى الصدارة
*اتفقوا جميعا انه لزاما عليهم ان يبدأوا من جديد فربما كانت قصتهم الجديدة اشد نهارا من تلك التى عانوا فيها
*اتفقا على ان الصمت كان لغتهم الاولى وكان فيها قوة وضعف ماء وجمر . اتفقا ان دموعهم لم تكن يوما سر ضعفهم كماكانوا يعتقدون بل تاكدوا ان الدموع لغة القوى قبل الضعيف
*اتفقوا ان لغات اجسادهم التى لم يقراها من احبوهم لن يغفروها لهم ولكنهم سيعودون اشد اشراقا وعليهم ان يكونوا اولى باغفال لغات اجساد هؤلاء الذين تغافلوا عنهم من ذى قبل
*اتفقا على الا ينتظروا المساعدة ممن خذلوهم من قبل وانه من الان وجب عليهم تعديل مناخ حياتهم وان يجعلوا لانفسهم فصولا جديدة وان يرسموا لقلوبهم سماء وغيمة لتمطر عليهم املا
………..
قامت اول فرد فى البيت وكعادتها تسبقهم لتخدمهم وكانها استؤجرت لخدمتهم جميعا ولكنها لم تكن يوما ساخطة بل كانت تشعر انها هكذا تكسب حبهم وتكسب ود قلوبهم ولم تكن تعرف للغل طريق فدوما ما كانت سماحة قلبها سابقة لقسوته بخطوات ولكن هل هذ يعنى ان القسوة قد محت ؟
اخذت تعد الفطور كلا بما يحب ولم تنسى الاطفال فجهزت لهم سندوتشات مدارسهم
اخيرا خرجت بعد عراك فى المطبخ اعدت فيه فطور لخمس افراد ونست نفسها كالعادة او بالاصح اجلت حقها لتاكل من فتات ما يتبقى منهم لتوفر وجبتها كنوع من الاقتصاد
طرقت بخفى على باب الغرفة ودلفت بهدوء ووضعت الصينية التى بيدها على الكمود ومالت بجسدها وقبلت جبين ذاك العجوز الراقد فى فراشه لاحول له ولا قوة
الابنة : صباح الجمال على احن اب فى الوجود
الاب : صباح الهنا يا عطيات كالعادة انت من تعدين الفطور للجميع ؟ ربى يعلم ان ادعوا الله فى دبر كل اذان ان يرزقك بزوج صالح بحق برك بنا
الابنة : يكفينى رضاك عنى لان رضا الله لن ياتينى الا ان رضيت انت عنى
الاب: وهل لا ياتى الرضا لامثالك يا بنيتى ؟
عطيات وهى ترفع كاشفة ذراع ابيها: وانا لا اريد منك سوى دعوة من اعماق قلبك بان يزيح عن طريقى كل مؤذى وهذا يكفينى
ردد والدها ما تمنت عليه دعاءه واربت على كفها بعدما انتهت من اعطاءه الحقنة
عطيات: اطعمت والدها واسقته كوب اللبن الدافىء واعطته الدواء ثم استاذنته وخرجت فى عجالة لتوقظ بقية افراد البيت
ولنتعرف الان فى عجالة عن عطيات وافراد اسرتها
الاب وهو رجل مسن وكان قد انجب عطيات من زوجته الاول التى كانت سيدة فاضلة الا انها لم تلد له من الذرية الا عطيات قبل ان تتعرض لوعكة اصيبت رحمها اضطرت معه ان تستأصله ولانها شعرت برغبة زوجها ف الانجاي والذرية لم تمانع من زواجه من غيرها الا انها من فرط حبه لزوجها لم يتسع قلبها لتخيل ان هناك اخرى قاسمتها فيه رغما عنها رغم موافقتها وما زاد حسرتها ان الزوجة الثانية حملت فى صبيها الاول من يوم زفافها
ومع ذلك تحملت غرور الزوجة الثانية وتحاملت على نفسها حتى انهكتها الحسرة المكتومة فتوفت قبل ان تسبب لزوجها اى قلق فى حياته مع الجديدة
اما عن ابنتهما عطيات فقد قررا كلاهما ان يسمسانها جميلة فاصبح اسم عطيات الحقيقى المثبت فى شهادة ميلادها هو جميلة وعندما استأصلت والدة جميلة رحمها شرت ان الله قد وهبها جميلة كعطية لها وهدية فاتفقت مع زوها ان ينادونها بعطية او عطيات
ومع مرورالوقت وجميلة كل يوم ينمو جسدها وتتشكل ملامحها الا ان ملامحها كانت غير جميلة فاصبحت اسم ليس على مسمى بالمرة وهذا كان كفيل بتدميرها نفسيا واشعارها انها اقل من قريناتها وزادت حسرتها على نفسها عندما ولدت اختها الصغيرة مهى وكانت جميلة وذات جسد فتان فقد اخذت الجمال من والدتها بينما كانت جميلة او عطيات لم تاخذ من ملامح والدتها اى شىء والغريب او قدر الله لها انها اكتسبت بعص من ملامح والدها الذكورية بالاضافة الى بقية ملامحها وتقاسيم جسدها الذى كان مختلفاً عن صفات والدها الا انها لم تعتبرها هى او من حولها انها صفات انثوية ولان اللع عادل فقد يهبب لانسان الجمال ويهب لغيره الرزانه والحكمة ولثالث التفوق الخ ولهذا فكما كانت مهى تتفوق على جميلة فى الجمال والجسد الملفت الا ان جميلة كانت تتميز عنها بالرصانة والحكمة وطيبة القلب والخلق
كانت مهى على عكس جميلة فى كل شىء رغم انها الاصغر الا انها كانت اكثر منها قوة فى شخصيتها ولعل كلام الناس حولها ومدحهم فى ذاتها اكسبها ثقة لم تكتسبها جميلة
كانت مهى وشقيقها الاكبر صالح يحبان جميلة ويعلمان بطيبة قلبها ويعلمان كذلك كيف هو الصراع الداخل فى صدر جميلة من قلة جمالها ولانهم يعلمون ضعف شخصيتها دوما ما كانوا لا يعطوا لرايها بالا ويفكرون فى مصلحتهم اولا ثم هى رغم انهم يحبونها
كانت جميلة كلما ذكر اسمها فى الصغر لصديقاتها كان اول شىء يفعلونه هو الضحك والسخرية ولانهم اطفال لا يعلمون تاثير كلماتهم فى تمزيق القلوب انوا يقسون عليها بسخريتهم دون ان يشعرون فكانوا يشيرون عليها ويتسائلون كيف اسمك جميلة وانتى ابعد ما يكون عن الجمال
تمكن كره جميلة لاسمها منها ولم تعد تذكره امام احد الا فى الاماكن العامة او الحكومية التى تضطر فيها لذكر اسمها الحقيقى الا ان اسم عطيات ايضا كانت تكرهه فهو الاخر كان مبعث للسخرية ممن حولها
ومما زاد من حسرة عطيات على حالها انها تجاوزت الثلاثين من عمرها ولم ياتيها خاطب يدق على بابها وهذا على العكس من حال اختها مهى فالعرسان تدق بابها واحد يلو الاخر وهى تدلل
اما اخيها صالح فهو ارمل وهو لايزال شاباً ولديه طفلين توام مهند و شاهى يبلغا من العمر تسع سنوات ولانه لم يفلح فى رعايتهما بمفرده اتى بهما الى منزل ابيه لعلمه ان الاقدر على الاطلاق فى رعايتهما والاهتمام بشئونهما هى عطيات فقلبها حنون وعندها قدرة تحمل لرعايتهما معا
وبالفعل رعتهم حق رعاية حتى تعلقا بها الطفلان وكانها امهم
عطيات حاصلة على بكالوريوس نظم ومعلومات الا انها لم تجد فرصة مناسبة لها فى مجالها ولانها كانت فى حاجة ملحة للمال للانفاق على علاج ابيها ولنها هى بكره فكانت تقبل باى عمل يعرض عليها ولا تخجل من شىء
اما اختها مهى فهى مهندسة ولازالت فى العشرينات من عمرها وتعمل بمجالها ولكن للاسف تنفق كل مالها على رعايتها واهتمامها بنفسها فتشترى الملابس الانيقة والبرفانات ولا تترك اى فرصة الا وذهبت للكوافير لتلون شعرها
شاهى لديها اصدقاءها تخرج معهم وتقضى اوقات فراغها بينهم بينما عطيات وقتها كله مزدحم بين العمل والبيت ورعاية ابيها واشقاءها وطفلى شقيقها
.......
عطيات وهى تدلف لغرفة اخيها وتوقظه وتوقظ الطفلين النائمين برفقته على الفراش
استيقظ الطفلين وقفزت شاهى لصدر عطيات واحتضنتها واخذت تقبلها وهى تردد بطفولية: هل جهزتى لى الكعكة بالشيكولاتة؟
كادت ان ترد عطيات الا ان شقيقها تعلق بها بدوره وقال لعمته: اياك يا امى ان تكونى اعددتى لها ما تحبه ونسيتينى انا
ضحكت عطيات وقبلتهما وقالت لا تقلقا لقد اعدتت لكما كل ما طلبتماه فاعددت لشاه كعكة الشيكولاته المحشوة بالنوتيلا واعددت لمهند كعكة الفراولة
قفز الطفلا مهللين فوق الفراش واخذا يصفقا ويرددان تعيش ماما عطيات
استيقز والدهما وهو يلعن شقاوتهما ويقول لعطيات: اه منك يا عطا انتى من دللتيهم ولكن كيف لى ان ازيح عنهم هذا الدلال ان تزوجتى ورحلتى عنا
تالمت عطيات من الكلمة لانها تعلم ان هذا لن يحدث ابدا فمن هذا الذى يرضى بها ومع ذلك لم تبدى الا ملامح ضاحكة وقالت لاخيها وهى تزيح عنه الغطاء: قم ايها الكسول اولا ثم فكر فى مستقبل اولادك ثم من قال لك انى ساترككم ؟ انا باقية على قلوبكم ولن تفلتم من براثن يدى حتى اطمئن عليك مع زوجة جديدة واطمئن على مهى مع زوج يصونها
صالح وقد قام واخذ يتمطع ليوقظ عضلات جسده من ثباتها اثناء نومه: مهى لن تتزوج الا من زوج ثرى ليجلب لها كل تهواه وهذا غير متوفر فى الوقت الحالى فالحياة اصبحت صعبة للغاية
عطيات: ادعوا لها بالزوج الصالح وهذا هو الاهم
تركها اخيها ولم يعلق ولم يبالى فهو يعرف متطلبات اخته فى فتى احلامها
.......